saikoOoO
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 10/02/2010
| موضوع: حدود الأخلاق الأحد فبراير 14, 2010 4:22 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام بن القيم رحمه الله فى كتابه (الفوائد): للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا ومتى قصرت عنه كان نقصا ومهانة فللغضب حد:وهو الشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص،وهذا كماله،فإذا جاوز حده تعدى صاحبه وجار،وإن نقص عنه جبن،ولم يأنف من الذائل وللحرص حد:وهو الكفاية فى أمور الدنيا وحصول البلاغ منها،فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة،ومتى زاد عليه كان شرها ورغبة فيما لا تحمد الرغبة فيه وللحسد حد:وهو المنافسة فى طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره،فمتى تعدى ذلك بغيا وظلما يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه،ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس.قال النبى عليه الصلاة والسلام(لا حسد إلا فى اثنتين:رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته فى لحق،ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها الناس) أخرجه البخارى ومسلم فهذا حسد منافسة يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود وللشهوة حد:وهو راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك،فمتى زادت على ذلك صارت نهمة وشبقا والتحق صاحبها بدرج الحيوانات،ومتى نقصت عنه ولم يطن فراغا فى طلب الكمال والفضل كانت ضعفا وعجزا ومهانة وللراحة حد:وهو إجمام النفس والقوى المدركة والفعالة للاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل وتوفرها على ذلك بحيث لا يضعفها الكد والتعب ويضعف أثرها،فمتى زاد على ذلك صار توانيا وكسلا وإضاعة،وفات به أكثر مصالح العبد،ومتى نقص عنه صار مضرا بالقوى موهنا لها،وربما انقطع به كالمنبت الذى لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى والجود له حد:بين طرفين فمتى جاوز حده صار إسرافا وتبذيرا،ومتى نقص عنه كان بخلا وتقتيرا وللشجاعة حد:إذا جاوزته صارت تهورا ومتى نقصت عنه صار جبنا وخورا،وحدها الإقدام،والإجحام فى مواضع الإجحام،كما قال معاوية لعمرو بن العاص:أعيانى أن أعرف أشجاعا أنت أم جبانا:تقدم حتى أقول من أشجع الناس وتجبن حتى أقول من أجبن الناس.فقال: شجاع إذا ماأمكننى فرصة فإن لم تكن لى فرصة فجبان والغيرة لها حد:إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبرىء،وإذا قصرت عنه كانت تغافلا ومبادىء دياثة وللتواضع حد:إذاجاوزه كان ذلا ومهانة.ومن قصر عنه انحرف إلى الكبر والفخر وللعزة حد:إذا جاوزه كان كبرا وخلقا مذموما،وإن قصر عنه انحرف إلى الذل والمهانة
خير الأمور الوسط: وضابط هذا كله العدل،وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفى الإفراط والتفريط،وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة،بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به. فإنه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك،وكذلك الأفعال الطبيعية كالنوم والسهر،والأكل والشرب،والجماع والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك،إذا كانت وسطا بين الطرفين المذمومين كانت عدلا،وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصا وأثمرت نقصا. فمن أشرف العلوم وأنفعها علم الحدود،ولا سيما حدود المشروع المأمور والمنهى،فأعلم الناس أعلمهم بتلك الحدود،حتى لا يدخل فيها ماليس منها،ولا يخرج منها ماهو داخل فيها. قال تعالى(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجد ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) فأعدل الناس من قام بحدود الأخلاق والأعمال والمشروعاتمعرفة وفعلا، وبالله التوفيق.
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: حدود الأخلاق الأحد فبراير 14, 2010 8:49 pm | |
| فعلا خير الامور الوسط جزاك الله خيرا |
|